جميعًا نبحث عن الشغف الذي يجعلنا نتمسك بالحياة و نبحث عما يبقينا أحياء مفعمين بالنشاط والأمل , نبحث عن الحبل الذي نشد عليه لنبقى متمسكين بالحياة , هذا الحبل هو الاستكشاف لدى معاذ العوفي فبعد غياب طويل عن مدينته اكتشف أن هناك أشياء كثيرة كان مغيب عنها ,و لم يلاحظها فبدأ في استكشافها , ومن المدينة تحديدًا أبتعد قليلًا لتصبح لمنطقة المدينة المنورة كاملة , وهناك من يقول " لا يعرف وطنه إلا من عرف الغربة " فمن خلال سفره و اكتشافه لبعض البلدان عاد و ركز على وطنه ومدينته بالتحديد .
مولده و نشأته
معاذ العوفي من مواليد المدينة المنورة فنان ومصور فوتوغرافي ,و هو رئيس البرامج الثقافية في هيئة منطقة المدينة المنورة, حصل العوفي على شهادة البكالوريس في الإدارة البيئة و التنمية المستدامة من جامعة بوند في جولد كوست بأستراليا.
العودة للوطن و الاستكشاف
حب كبير يمتلكه العوفي لمدينته جعله يبحث بين طرقها, و مبانيها عن كل ما هو مثير فهو لا يبحث عن أثار جديدة في المدينة ليقال أنه أول من وجدها بل يسعى لحفظها للأجيال القادمة , ليتمتعوا برؤيتها و ليرزقوا بالشعور الوجداني و الترابط بينهم وبين تلك الآثار .
و أكثر ما يهم العوفي في نقلة لصورة حول بلدان العالم هو فتح باب للحوار من خلال الصورة ,و ما يزال يركز في تصويره و استكشافه على المدينة المنورة , فهو يعتقد أنه هناك الكثير لم يظهر بعد و قال أنه يحب أن يتجه بستكشافه إلي شمال المملكة .
عملة و مساهمته في الاستكشاف
شارك معاذ العوفي في العديد من المعارض الفنية بالصور التي التقطها أثناء رحلته و استكشافه فتكونت لدية مجموعة مذهلة من الصور التي تخص تراث المدينة المنورة ومنها "البقايا" الذي أقيم ضمن الموسم الثقافي ب"قل هو الفن".
كان ضمن فريق أرث لتوثيق الذي أجتمع على مهمة سامية وجميلة , وهي إظهار جمال منطقة المدينة المنورة, و السعودية ,حيث أصبح برصيدهم أكثر من عشر ألاف صورة بعد أن قاموا بتغطية أكثر من عشرين موقع مختلف .
النهوض من حيث السقوط
تعرض العوفي لحادث وهو في طريقة لرحلة استكشاف فقد خلالها صديقة مدني سندي رحمة الله ,و كسرت يده ورجلة لكنه لملم أشتاته ,ونهض بعد خمس أشهر ليعود للذي خلق من أجلة عاد للاستكشاف , فهو يرى أنه في كل رحلة يجد نفسه بين تلك القصص التي مرت من هذا المكان منذ ألاف السنين ليبحث عنها وينفض عنها الغبار, و يروي انتظارها الطويل بروايتها للناس , صوت الصحراء في الساعة الثلاثة فجرًا , و النجوم تملئ السماء شعور لا يوصف بالنسبة له, و الإلهام يصطاده من غيمة أو باب مكسور ,و ربما مجرد راعي عابر في الصحراء فالحياة نافذة لعدت مشاهد تلك المشاهد تجره من كل سقوط له ليعود للحياة من خلالها .